Abstract

يعتبر المسرح المدرسي واحدا من الأنشطة التعليمية الهادفة التي من الواجب أن تستغلها المدرسة خاصة في طورها الابتدائي والإعدادي، وذلك من أجل توجيه اللعب نحو منحى يغني المنظومة التربوية قصد الاستفادة منه كنشاط يبني كيان الطفل معرفيا، حسيا حركيا ووجدانيا. فاللعب عند الأطفال ضرورة فسيولوجية وغريزة طبيعية يعد انحرافها بداية لانحراف في الشخصية المستقبلية للطفل. وبما أن المسرح لديه من الإمكانات ما يمكن استخدامه في تأطير ألعاب الأطفال بحيث يستفاد منها تربويا وتعليميا، فإنه يكتسي بذلك مكانة مهمة داخل المنظومات التربوية التي تحسن توظيفه. فما المسرح المدرسي، وما هي أهم أشكاله وكيف يمكن توظيفه في صقل ملكات المتعلمين والحد من ظاهرة العنف المدرسي؟ لم نجد تعريفا شافيا وكافيا للمسرح المدرسي، حيث إن التعاريف التي تم الوقوف عندها اختلفت في تحديد طبيعته وركزت على عنصر من عناصره مهملة جوانب أخرى، فهناك من اعتبره نشاطا من الأنشطة المدرسية، ومنهم من جعله في خانة المقرر، بينما آخرون قصروا دوره على كونه وسيلة من الوسائل التعليمية. وقد انتبه لهذا، الكاتب حسني عبد المنعم حمد حينما عرفه قائلا: "وقد استفادت الكثير من بلدان العالم مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا من المسرح المدرسي باعتباره نشاطا يخدم خبرات الطفل ويثريها، فهناك من اعتبر المسرح من المقررات الدراسية، وليس نشاطا فقط. وخصص له الحصص المعروفة بحصص الدراما ومنهم من استخدمه كوسيلة للتدريس، من خلال مسرحة المناهج وتدريسها بالمسرح". بل إن من المعرفين للمسرح المدرسي من ركز على سرد بعض أهدافه التربوية، التعليمية، التثقيفية والترفيهية.