Abstract

في كل سنة ومع اقتراب موسم الامتحانات الإشهادية يطغى النقاش–سواء العمومي أو التربوي- حول موضوع الغش في الامتحانات، وما يصاحبه من تخوفات واستعدادات ورهانات واستراتيجيات، سواء من قبل الرافضين لممارسة الغش أو المتعاطين لهذه الممارسة. ويعد الغش في الامتحانات المدرسية من أخطر المشاكل التي يواجهها التعليم في بلادنا، وأكثرها تأثيرا على الحياة المدرسية والاجتماعية، ومن الناحية السوسيولوجية وعلى سبيل الفهم قبل التأويل يمكن نعت الظاهرة بالاجتماعية، ليس فقط لأنها من قبيل ما ظهر وبرز بشدة، ولكن لأنها أيضا ظاهرة متعددة الأبعاد والترابطات وتتصف بالتعقيد والكلية، فضلا عن اتصالها الوثيق بكائن اجتماعي معين وهو التلميذ. ومن أجل تحليل الغش في الامتحانات المدرسية كظاهرة اجتماعية، يجب تحديدها من الناحية اللغوية، والتربوية، والاجتماعية، والأخلاقية القيمية، والنفسية، والعلائقية، والقانونية إن ممارسة التلميذ لسلوك الغش في الامتحانات أو الاختبارات، لا يعتبر مظهرا من مظاهر عدم الشعور بالمسؤولية فحسب، بل إفساد لعملية القياس برمتها، وتلويثا لنتائج الاختبار وبالتالي فهي تلغي عملية تحقيق أهداف التقويم في نطاق التحصيل الدراسي كما يعتبر الغش تحايلا يقوم به الممتحن قصد الحصول على نتائج لا تعبر عن كفاءاته، كما يهضم حقوق التلميذ النزيه، ويحبطه، ويدفعه لليأس، ويدفع الآخر إلى اللجوء لنفس العملية بغية إنقاذ نفسه، ناهيك عن الآثار السلبية على المستوى الأخلاقي والنفسي والاجتماعي. الغش في الامتحانات المدرسية من الناحية الاجتماعية: الغش هو واقعة اجتماعية لا يمكن إنكارها، فهو ليس ظاهرة معزولة عنا، فالمجتمع الذي يعيش فيه الفرد غارق في الغش وخرق القانون، من قانون السير حتى أسمى قانون في البلاد